1948

Jeunesse

Roger W., Beirut from the Air, 27 mai 1967 Licence CC BY-SA 2.0

جوسلين صعب، مخرجة أفلام ومصورة مستقلة. ولدت عام 1948 ونشأت في بيروت.
دفعتها الحرب الأهلية اللبنانية إلى الصفوف الأمامية، حيث بدأت مسيرتها كمراسلة حربية. في عام 1973، بدأت العمل كمراسلة حربية في الشرق الأوسط، حيث غطّت حرب أكتوبر لصالح مجلة “52”، التابعة للقناة التلفزيونية الثالثة في فرنسا. ومنذ ذلك الحين، بدأت بتغطية الحروب في الشرق الأوسط، مرورًا بإيران، ووصولًا إلى حرب البوليساريو في المغرب.
في عام 1975، أخرجت أول أفلامها الوثائقية بعنوان “لبنان في دوامة” (Lebanon in Turmoil) حازت أفلامها المستقلة على عدة جوائز عالمية، وتميّزت بأسلوبها الشخصي وتناولها الشجاع للواقع السياسي والاجتماعي.
عام 1976، أخرجت فيلمها الوثائقي “بيروت أبداً” (Beirut, Never Again) الذي عُرض على قناة France 2. وتبعته أعمال وثائقية مؤثرة مثل “رسالة من بيروت” (Letter from Beirut) و**”بيروت مدينتي”** (Beirut, My City)، وعُرضا على قناة France 3 بين عامي 1978 و1982.
عام 1977، أخرجت فيلمي “القاهرة: مدينة الموتى” (Egypt, the City of the Dead) و**”الصحراء ليست للبيع”** (The Sahara is Not for Sale)، وقد عُرضا في صالات السينما بباريس.
عام 1981، وبعد توثيقها لتجربة مدينتها خلال الحرب، عملت كمخرجة للوحدة الثانية في فيلم “دائرة الخداع” (Circle of Deceit) للمخرج فولكر شلوندورف، الذي صُوّر في بيروت أثناء الحرب. وفي الفترة نفسها، صوّرت في أعقاب الثورة الإيرانية فيلمها “إيران: يوتوبيا قيد التنفيذ” (Iran, Utopia in the Making)، الحائز على عدة جوائز دولية.
في عام 1985، أخرجت أول فيلم روائي طويل لها بعنوان “حياة معلّقة” (A Suspended Life)، وتم اختياره ضمن “أسبوع المخرجين” في مهرجان كان السينمائي، وعُرض في ثلاث صالات سينما بباريس.
عام 1995، أخرجت فيلمًا دوكوفيكشن (دمج بين الوثائقي والروائي) بمناسبة مئوية السينما بعنوان “كان يا ما كان، بيروت” (Once Upon a Time, Beirut)، الذي يتكوّن من لقطات أرشيفية ومشاهد من أفلام قديمة صُوّرت في بيروت قبل الحرب. عُرض الفيلم على قناة ARTE.
في عام 1998، سافرت إلى فيتنام لتصوير فيلم “سيدة سايغون” (The Lady of Saigon)، الذي يروي قصة الطبيب “هوا” بعد نهاية الحرب الفيتنامية، وفاز بجائزة أفضل وثائقي فرنسي من مجلس الشيوخ الفرنسي، كما عُرض على قناة France 2 وفي مهرجانات دولية.
عام 2005، كتبت وأخرجت وأنتجت فيلمًا روائيًا بعنوان “دنيا” (Dunia: Kiss Me Not on the Eyes)، صُوّر في القاهرة، وتناول قضية الجسد والمتعة والحرية. أثار الفيلم جدلًا واسعًا أدى إلى تهديدات بالقتل من قبل متطرفين، لكنه في المقابل حظي بإشادة دولية وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان “ساندانس” الأمريكي. بعد سنوات، أصبح الفيلم أيقونيًا في العالم العربي.
عام 2007، دخلت جوسلين عالم الفن المعاصر، وأطلقت أول عمل تركيبي بصري لها تحت عنوان “ألعاب وجسور غريبة” (Strange Games and Bridges)، عُرض على 22 شاشة في المتحف الوطني بسنغافورة، وكان بمثابة استعادة بصرية لأعمالها السينمائية حول الحرب.
لاحقًا، عرضت أولى مجموعاتها الفوتوغرافية في معرض “سينس” (Sense) في بيروت، ضم مئة صورة فوتوغرافية تُجسد العلاقة الدقيقة بين الشرق والغرب. نُقلت الأعمال لاحقًا إلى معارض فنية في دبي، باريس، أبو ظبي، ومتحف كاتزن في واشنطن العاصمة.
في عام 2009، عادت إلى السينما بفيلمها “ماذا يحدث؟” (What’s Going On?)، الذي تناول سؤال إمكانية ولادة جديدة لبيروت، وحاز إعجاب المتاحف والنقاد في مختلف أنحاء العالم.
عام 2013، شاركت جوسلين في معرض “بازار الجندر” في متحف حضارات أوروبا والمتوسط (MuCEM) بمرسيليا، وقدّمت فيه سلسلة من ستة أفلام قصيرة بعنوان “مقهى الجندر” (Café du Genre)، صُوّرت في ست مدن من المشرق العربي وتناولت مواضيع الجندر والجنسانية.
ساهمت جوسلين أيضًا في صون الذاكرة البصرية للبنان. ففي عام 1993، نظّمت عرضًا بعنوان “بيروت، ألف صورة وصورة” (Beirut, One Thousand and One Images) في معهد العالم العربي بباريس، قدّمت خلاله خمسين فيلمًا مختارًا من أرشيف يضم أكثر من 250 فيلمًا عن لبنان. حصلت نتيجةً لهذا العمل على وسام “فارسة الفنون والآداب” من وزارة الثقافة الفرنسية.
من نوفمبر 2013 حتى ديسمبر 2015، أطلقت جوسلين مهرجان المقاومة الثقافية الدولي، الذي امتد إلى مختلف مناطق النزاع في لبنان. كان المهرجان يعرض أفلامًا من آسيا وحوض المتوسط تطرح تساؤلات حول تاريخ بيروت المعاصر والعيش المشترك.
في عام 2016، أخرجت فيلمين عُرضا في إسطنبول، لندن وبيروت:
“دولار واحد في اليوم” (One Dollar a Day)، الذي يوثّق أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان.
“بطاقة بريدية وهمية” (Imaginary Postcard)، صُوّر في تركيا.
وفي عام 2019، صدر فيلمها الأخير “اسمي ماي شيغينوبو” (My Name is Mei Shigenobu) بعد وفاتها، وكانت حينها تعمل على وثائقي بعنوان “شيغينوبو: الأم والابنة” (Shigenobu, Mother and Daughter), يروي الحياة المخفية لماي شيغينوبو في لبنان.

1970s

حرب أكتوبر أو الحرب في الشرق الأوسط (1973, 8 دقائق)

وثائقي، 1973، ملون، فرنسا، 16 مم، 8 دقائق

1973

غطّت جوسلين صعب حرب أكتوبر لصالح مجلة “52”، التابعة للقناة التلفزيونية الثالثة في فرنسا.

لبنان في دوامة (1975، 75 دقيقة)

فيلم وثائقي طويل، 1975، ملوّن، لبنان، 16 ملم، 75 دقيقة.

على عدة جبهات: لبنان، مصر والصحراء

في عام 1975، أخرجت جوسلين أول فيلم وثائقي طويل لها بعنوان لبنان في دوامة، والذي عُرض في صالات السينما بباريس، ووزّعته باسكال دومان.
بعد ذلك، غطّت الحرب اللبنانية لمدة خمسة عشر عامًا، وخلال هذه الفترة أخرجت نحو ثلاثين فيلمًا، من بينها “بيروت، لا مرة أخرى” الذي بُث على قناة France 2 عام 1976، و“رسالة من بيروت” و”بيروت، مدينتي” اللذان بُثا على قناة France 3 بين عامي 1978 و1982. كما أخرجت فيلمي “مصر، مدينة الموتى” و”الصحراء ليست للبيع” عام 1977، وعُرضا في صالات السينما بباريس.

1980-
1990

في آسيا

إيران: يوتوبيا قيد التنفيذ (1980، 52 دقيقة)

وثائقي، ملون، 16 مم

في عام 1981، أخرجت جوسلين فيلم “إيران: يوتوبيا قيد التنفيذ” حول تداعيات الثورة الإيرانية، وحصل الفيلم على عدة جوائز دولية.

في عام 1998، سافرت إلى فيتنام وأخرجت فيلمًا وثائقيًا بعنوان “سيدة سايغون“، الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي فرنسي من مجلس الشيوخ الفرنسي. عُرض الفيلم على قناة France 2 وفي العديد من المهرجانات الدولية.

على مدار أقل من ثلاثين عامًا، أخرجت جوسلين صعب ثلاثين فيلمًا وثائقيًا حازت على جوائز في مهرجانات أوروبية ودولية.

سيدة سايغون (1998، 60 دقيقة)

وثائقي، 1988، ملون، فرنسا، بيتا، 60 دقيقة.

من الوثائقي إلى الروائي

رغم تركيزها على الوثائقي، بدأت جوسلين السينما الروائية عام 1981 كمساعدة مخرج في فيلم “المزوِّر” (Le Faussaire) لفولكر شلوندورف.
عام 1985، أخرجت أول فيلم روائي طويل “مراهقة، سكر الحب” (Adolescente, sucre d’amour) – المعروف أيضًا باسم “حياة معلّقة” (Une vie suspendue) – وشارك في أسبوع المخرجين في مهرجان كان، وعُرض في ثلاث صالات بباريس. عام 1993، أخرجت “كان يا ما كان، بيروت: حكاية نجمة” بمناسبة مئوية السينما، مستخدمة لقطات أرشيفية.

حياة معلقة (مراهقة، سكر الحب) (1985، 90 دقيقة)

روائي، 1985، ملون، لبنان/ فرنسا، 35 مم، 90 دقيقة.

كان يا ما كان، بيروت: حكاية نجمة (1994، 100 دقيقة)

وثائقي/ روائي، 1994، ملون، لبنان/ فرنسا، 35 مم، 90 دقيقة.

العمل الثقافي والأرشفة

في عام 1992، بدأت جوسلين صعب العمل على إعادة إنشاء أرشيف السينما اللبنانية (La Cinémathèque libanaise)، حيث قامت بجمع وتنظيم أكثر من 250 فيلمًا يتناول بيروت ولبنان قبل الحرب وأثناءها.
حصلت على وسام “فارس الفنون والآداب” (Ordre des Chevaliers des Arts et des Lettres) من وزارة الثقافة الفرنسية تقديرًا لهذا العمل الكبير، الذي كانت تنجزه بالتوازي مع فيلمها “كان يا ما كان، بيروت” (Il était une fois Beyrouth)، الذي احتفظ بجزء من هذا الأرشيف.
وفي عام 1993، نظّمت سلسلة عروض بعنوان “بيروت، ألف صورة وصورة” (Beyrouth, mille et une images) في معهد العالم العربي (Institut du Monde Arabe) في باريس، وقدّمت خلالها جميع الأفلام العربية المختارة ضمن مشروع إعادة بناء أرشيف السينما اللبنانية.

2000s

2005

2005 – دنيا
أثارت جوسلين صعب الجدل بفيلمها الروائي الثاني “دنيا” (Dunia, Kiss Me Not on the Eyes)، الذي ناقش موضوع المتعة الجسدية في المجتمع المصري، وتم إنتاجه بواسطة Catherine Dussart.
تعرّضت للتهديد بالقتل من قِبل متطرفين، لكن الفيلم عُرض في عدة مهرجانات دولية، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان Sundance في الولايات المتحدة.

2007-2008

في عام 2007، اتجهت جوسلين صعب إلى الفن المعاصر، وأنجزت أول تركيب فيديو لها (installation vidéo) على اثنين وعشرين شاشة في المتحف الوطني في سنغافورة (Musée National de Singapour). كان هذا العمل عبارة عن قراءة بانورامية شاملة لكل إنتاجها السينمائي حول الحرب، وقدّمته تحت عنوان Strange Games and Bridges.

لاحقًا، عرضت أولى صورها الفوتوغرافية في معرض أبو ظبي (la foire d’Abû Dhabi) عام 2007، ثم شاركت تباعًا في معرض Art-Paris، وفي عدد من صالات العرض في أبو ظبي وبيروت عام 2008.

2009

في عام 2009، أنجزت جوسلين صعب فيلمًا روائيًا طويلًا جديدًا بعنوان “What’s Going On?“، تم تصويره في مدينتها الأم. يتناول الفيلم إمكانية ولادة جديدة لبيروت، وعلى نحو أوسع، عملية الإبداع بكل عمقها.
في عام 2013، قامت بالتدريس في معهد الدراسات المسرحية والسمعية البصرية في بيروت (IESAV – Institut d’Études Scéniques et Audiovisuelles de Beyrouth). وفي هذا السياق، أخرجت فيلمًا روائيًا طويلًا بالتعاون مع الطلاب يتمحور حول الشخصية ذات الهالة الكاريزمية للمخرج هنري بركات.
وفي العام نفسه، أخرجت جوسلين صعب لصالح متحف حضارات أوروبا والمتوسط (MuCEM) في مرسيليا، وبمناسبة المعرض «Au Bazar du Genre»، ستة أفلام قصيرة حول موضوع الجنس والنوع الاجتماعي، صُوّرت في ست مدن من شرق البحر الأبيض المتوسط، وجُمعت تحت عنوان “Café du Genre”.

ماذا يحدث؟ (2009، 80 دقيقة)

روائي، 2009، ملون، لبنان، mono-HDTVK 80 دقيقة

2010s

2013

في عام 2013، أسست مهرجان الفيلم الدولي للمقاومة الثقافية، وهي تشغل منصب المديرة الفنية له. تعرض من خلاله أفلامًا من آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط تطرح تساؤلات، من خلال قصصها، حول تاريخ بيروت ووضعها الراهن. إنه سينما تداوي جراح البلاد وتدفع للتفكير في إمكانية تحقيق السلام والاحترام المتبادل بين الطوائف. يمتد هذا المهرجان على كامل الأراضي اللبنانية.

Festival international du Film de la Résistance Culturelle

مشاريع لا تهدأ

في أواخر حياتها، أنجزت سلسلة فوتوغرافية أخيرة بعنوان دولار واحد في اليوم (One Dollar a Day)، إلى جانب عدة أعمال فيديو فنية: دولار واحد في اليوم (One Dollar a Day) وبطاقة بريدية متخيلة (Imaginary Postcard) عام 2016، وفيلم اسمي مي شيغينوبو (My Name is Mei Shigenobu)، الذي صدر بعد وفاتها عام 2019. خلال سنواتها الأخيرة، كانت تعمل على إنجاز فيلم وثائقي بعنوان شيغينوبو، الأم والابنة (Shigenobu, Mother and Daughter) يتناول الحياة الخفية لمي شيغينوبو.

دولار واحد في اليوم (2016، 6 دقائق)

Vidéo d’art, 2016, Liban, numérique, 6 min.

بطاقة بريدية متخيلة (2016, 6 دقاائق)

Vidéo d’art, 2016, Turquie, numérique, 6 min.

اسمي مي شيغينوبو (2018, 6 دقائق)

Vidéo d’art, 2018, Liban, numérique, 6 min.

إيتيل عدنان
إيتيل عدنان
شاعرة وكاتبة وفنانة تشكيلية فرنسية-أمريكية-لبنانية (1924–2021)

« بسبب أفلامها، وبسبب مسيرة حياتها حتى اليوم، أرى في جوسلين صعب واحدة من أكثر الأشخاص شجاعة وذكاءً، وقبل كل شيء حرية، ممن عرفتهم. لقد كلّفها تفكيرها الحر وتصرفها بحرية ثمنًا باهظًا. وفي بعض اللحظات، كانت المسألة مسألة حياة أو موت. قلّة من الناس، رجالاً ونساء، عانوا بهذا القدر كي يحافظوا على كرامتهم، ويواصلوا الحياة بطريقة ذات معنى، في عالم معادٍ أو لامبالي مثل عالمنا هذا.

«جوسلين تستحق أن يُعترف بعملها كما يليق به، بقيمته الحقيقية والعظيمة، وقليلون هم من يستحقون إعجابنا بقدر ما تستحقه هي. يسعدني أن أقول ذلك.»

إيتيل عدنان